لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح القواعد الأربعة
24823 مشاهدة
مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلكَ مباركًا أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر؛ فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
اعلم -أرشدكَ الله لطاعته- أن الحنيفية ملَّة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .
فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أنَّ الصلاة لا تُسمَّى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة، فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أنَّ أهمَّ ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلِّصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، الذي قال الله تعالى فيه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
عرفنا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- كان مهتما ومعتنيا بتوحيد العبادة، ويسمى التوحيد العملي، أو التوحيد القصدي، والتوحيد الإرادي، والتوحيد الطلبي، وذلك لأنه أمر مطلوب، أمر الله تعالى به عباده لقوله: اعْبُدُوا رَبَّكُمْ فسُمِّي أمريا، وطلبه منهم- يعني طلب منهم أن يتعبدوا به، فسمي طلبيا، وهو أعمال يعملونها، فسمي توحيدا عمليا قصديا، يعني: مقصودٌ كله من العباد، ويسمى التوحيد العملي القصدي الإرادي الطلبي. توحيد العبادة، وتوحيد الألوهية، كان مهتما بذلك، فلذلك ألف فيه هذه الرسائل.
ابتدأ هذه الرسالة كما سمعت بهذا الدعاء، بقوله: أسأل الله الكريم، رب العرش العظيم. توسل إلى الله تعالى بهذه الأسماء: الكريم، وكونه رب العرش العظيم. قد سمى الله تعالى نفسه بهذه الأسماء، وصف نفسه بأنه الكريم، ويُعَبَّدُ بهذا الاسم فيقال عبد الكريم، ووصف نفسه بأنه رب العرش في عدة آيات، والعرش هو السرير الذي خلقه الله تعالى، وخصه بالاستواء عليه. وصف العرش في آية بأنه: المجيد، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ وقيل: إن المجيد اسم للرب، ووصف بالكرم في قوله: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ في سورة المؤمنون، ووصف بالعظمة في آخر التوبة في قوله: رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وفي سورة النمل فدل ذلك على أنه من صفات الله أنه رب العرش.
وهذا من التوسل بأسماء الله تعالى التي أمر بأن يدعى بها، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي: توسلوا بأسمائه بين يدي الدعاء، فإن هذا التوسل يسدد أو يكون كوسيلة لقبول الأدعية، ولإجابة الله لمن توسل بها، وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي توسلوا بأسمائه وادعوه بموجبها رجاء أن يستجاب لكم. وقد أكثر العلماء رحمهم الله من ذكر الأسماء والصفات التي يتوسل بها بين يدي الدعاء.